مقدمة
هل تستخدم أجهزة تعمل بنظام أندرويد، وفي نفس الوقت تهتم بجانب خصوصية المستخدمين؟ إذن لابد أنه تبادر إلى سمعك بعض الكلام وبعض الأخبار غير المستحسنة عن آلية عمل تطبيقات أندرويد، وارتباط كثير من مهامها بخدمات جوجل، وأيضا احتواء كثير منها على متعقبات مضمنة تبدأ قي العمل مباشرة عند أول تشغيل لها.
في هذه الحالة نحن نتحدث غالبا عن البرمجيات المملوكة الموجودة على متجر Google Play Store. بالنسبة لبعض المستخدمين ربما يكون الحل الاعتماد على نسخة أندرويد أو نظام مبني عليه خال من لمسات شركة جوجل على النظام الخام، وخال أيضا من تعديلات شركات إنتاج أجهزة أندرويد وواجهاتها، مع استخدام تطبيقات حرة ومفتوحة بديلة للتطبيقات المملوكة.
في مقالنا هذا سنستعرض حلا آخر يُنصح به في حالة ضرورة استخدام التطبيقات المملوكة. دعونا نستكشف معا تطبيق Tracker Control (يمكن أن نشير في مراجعتنا هذه للتطبيق اختصارا ب TC)، سنكتشف أيضا أنه ليس مجرد تطبيق عادي، بل نظام كامل للتحكم في المتعقبات، فلنبدأ الآن!
إيجابيات وسلبيات Tracker Control
الإيجابيات
- مانع متعقبات
- مانع إعلانات
- مراقبة حركة مرور الشبكة
السلبيات
- صعب الإعداد والتخصيص بعض الأحيان
- استهلاك إضافي لطاقة البطارية
ما تطبيق Tracker Control؟
تطبيق مفتوح المصدر للأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد أو الأنظمة المبنية عليه، مهمته مراقبة التطبيقات المثبتة ومنع المتعقبات التي تستخدمها لزيادة حماية خصوصية المستخدم. يتعهد مطورو المشروع بجعله حرا ومفتوح المصدر دائما بصفته مشروع تطوير وبحث.
ما وظيفته وماذا يضيف لتجربة الخصوصية؟
المتعقبات أو المتتبعات؛ ذلك الجزء البرمجي من التطبيقات الذي يجمع ويرسل البيانات بصفة خفية. غالبا لا يملك المستخدم الوعي حول هذا الجانب البرمجي، لا سيما أننا نتحدث عن النسبة الكبيرة من المستخدمين النهائيين، الذين يكون غرضهم واطلاعهم مقتصرا على الميزات المقدمة وعلى واجهة وتجربة المستخدم.
يتيح تطبيق TrackerControl للمستخدمين مراقبة حركة البيانات من وإلى أجهزتهم المتصلة بشبكة الإنترنت. وأيضا التحكم في جمع وإرسال أو (منع) بيانات وتقارير الاستخدام، وأيضا البيانات الشخصية المخفية. يبقى التطبيق قيد التشغيل والعمل على الجهاز بصفة مستمرة.
ما الذي يُقدمه؟
بالإضافة لكونه مانع متتبعات يوفر TrackerControl ميزات أخرى عملية:
- مراقبة حركة مرور بيانات التطبيقات في الوقت الفعلي.
- التحكم في نوع البيانات المسموحة أو الممنوعة؛
- الحظر الكلي أو المخصص للمتعقبات داخل التطبيق؛
- تحليل مكتبات التعقب داخل شفرة التطبيقات بعد تثبيتها مباشرة؛
- مِيزة حظر الإعلانات (التي تستخدم عناوين خاصة مختلفة عن عنوان التطبيق أو الخدمة)؛
- الاطلاع على تقارير حركة المرور في الشبكة (Traffic Log) وحفظها على شكل ملفات جداول؛
- منع التطبيقات من الاتصال بالشبكة بنقرة زر واحدة.
ما المعلومات التي يكشفها TC عن التطبيقات؟
يمكن للمستخدم بواسطة تطبيق TrackerControl الاطلاع على:
- الجهات أو الشركات التي تقف وراء التتبع؛
- مكتبات التتبع الموجودة في شفرة التطبيقات؛
- البلدان أو المناطق التي تُرسل لها بيانات التعقب؛
- الغرض من عملية التتبع، مثل التحليلات، الإعلانات، تقارير الاستخدام والأخطاء، أو إنشاء واستخدام البصمات الرقمية…
ما آلية عمل TrackerControl؟
يعتمد التطبيق على تقنيتي تحليل في نفس الوقت: تحليل حركة مرور الشبكة وتحليل مكتبات التتبع الموجودة في شفرة التطبيقات. الأولى تُستخدم عند اتصال التطبيقات بشبكة الإنترنت، وإرسال البيانات لها. أما الثانية فتُستخدم عند تثبيت التطبيقات على الجهاز.
يستخدم TC قائمتي حظر (Blocklist) تحتويان على عدد كبير من مكتبات وخدمات التعقب. الأولى هي قائمة حظر Disconnect المعتمَدة في متصفح Mozilla Firefox، أما الثانية فهي قائمة حظر خاصة بمشروع TrackerControl، حيث اعتمد المطورون في إنشائها على تحليل ما يقارب 2.000.000 تطبيق. بالإضافة لما سبق يدعم TC قوائم الحظر المخصصة، كما يعتمد في تحليله لمكتبات التعقب داخل شفرة التطبيقات المثبتة على توقيعات منصة Exodus Privacy و مشروع ClassyShark3xodus.
من جانب تقني يستخدم TC لفحص وتحليل حركة المرور في الشبكة شبكة VPN محلية (VPN اختصار لعبارة “الشبكة الافتراضية الخاصة”)، أي إن عمله يعتمد فقط على الجهاز المستخدم وليس على خادم VPN خارجي أو خدمة DNS خاصة (DNS اختصارا لعبارة “نظام أسماء النطاقات”)، هذا ما يزيد من فعالية الحفاظ على الخصوصية.
ملاحظة: لا يدعم TrackerContol خِدْمَات VPN وخِدْمَات DNS الخاصة، لذلك لا يمكن استخدام أي منها خلال تفعيله.
تثبيت TrackerControl
يمكنك تثبيت التطبيق عن طريق تحميل مِلَفّ التثبيت من مستودع المشروع على Github ثم تثبيته يدويا، أو باستخدام متجر F-Droid أو IzzyDroid.
النسخة المتوفرة على متجر Google Play Store تسمى TC Slim، غير أنها بسبب سياسة وشروط خدمة متجر جوجل لا تحتوي على مِيزة منع المتعقبات، بل يقتصر دورها على التحليل فقط. هذا رابط التطبيق إذا أردت استخدامه:
جولة عملية في واجهة TC
عند تثبيت التطبيق وبدء استخدامه أول مرة، يطلب منحه صَلاحِيَة إعداد شبكة VPN داخلية.
بعد إنشاء شبكة VPN الداخلية، يبدأ التطبيق بمراقبة حركة المرور، ومنع المتعقبات. يُفَضَّلُ أن يُخَصِّص المستخدم قواعد وخيارات السماح والمنع لكل تطبيق على حدة، حتى لا تمس الإعدادات الافتراضية بنية عمل التطبيقات الأساسية وتتسبب في توقفها عن العمل تماما.
يمكن للمستخدم إيقاف مراقبة تطبيق معين حتى لا يشمله عمل TC (يكون ذلك عمليا حين لا يمكن تمييز ما المتعقبات الضرورية عن غيرها)، كما يمكن أيضا منع وصول تطبيق معين لشبكة الإنترنت (يفيد هذا في حال كانت وظيفة التطبيق لا تتطلب اتصالا بالإنترنت مثل مدير ملفات محلي أو آلة حاسبة مثلا).
يُرجى أخذ العلم أن تطبيق Tracker Control لا يدعم متصفحات الويب، بل ينصح باستخدام متصفحات تحتوي على مانعات تتبع مدمجة.
كما ذكرنا آنفا يمكنك الاطلاع على تقرير حركة المرور على الشبكة وحفظها لديك.
خاتمة
باستعراضنا لأهم عناصر واجهة التطبيق نكون بتوفيق الله قد وصلنا أيها القارئ الكريم لختام مراجعة أخرى. يسعدنا أن تشاركنا آراءك وتجاربك في خِدْمَات وتطبيقات منع التتبع والإعلانات على أندرويد، هل تهتم بهذه النقطة ضمن تجرِبة استخدامك لأجهزتك الذكية وما الخِدْمَات التي تستعملها؟
فضلا، لا تنس مشاركة المقال مع معارفك وعلى مواقع التواصل لتعميم الفائدة قدر المستطاع.
المصادر
الموقع الرسمي لمشروع TrackerControl
الترخيص
يتبع هذا الموضوع ترخيص جميع مواضيع أسس: CC-BY-SA 4.0